يقف الاتوبيس - 19 - في المحطة - على غير العادة. يقفز - هو - مزاحما للفوز بمقعد، هاهو يجلس وها عيناه - الساخرتين - تجولان لا إراديا محدّقتين في وجوه من اُضطروا على الوقوف. يُعدّل من وضعيته على المقعد حتى يتثنى لمؤخرته تذوّق كل إنش منه. تتوقف عيناه عن الحركة لتبدأ أنفه. يمتص ذرات الهواء، يتذوّقها، يجول بعينيه من جديد، يتعكر صفوه إذ ثمة أمر لابد من التحقق منه
.
احدهم - عليه اللعنة - كان قد افرغ امعاءه اسفل المقعد ليُعكر صفو - هو. ولابد من حل. لابد من مبرر لتغيير المقعد أو تركه. لا يحتاج للكثير من التفكير فدائما ما يحضره جبريله او عزازيله حسب الطلب. يُطلق عينيه في الوجوه حتى تقفان على الوجه المختار - مُزة جامدة جدا تتصبب عرقا وتحمل حقيبة، و - هو - واد جنتل
.
يُشير إليها مُبتسما، يعرض، تتمنع، يُلح، توافق. والبقية ابتسام واحتكاك و... ميرسي. تهدأ هرموناتها لتبدأ انفها. يمكنك رؤية زفير دون شهيق، حواجب معقودة، يد على الفم والاخرى على البطن
.
ترفع وجهها لأعلى مستغيثةً بالسماء، تتساقط صلواتها وأدعيتها تحت قدميها إذ المُستجيب ليس سوى وجها باردا عيناه الساخرتين تعلوان فكا ما نضبت ابتساماته البلهاء. تضطر على اصفر الابتسام وعكر الهواء
.