Wednesday, August 6, 2008

الطبعة الثانية



بينما كنا جالسين نتحدث عن البهائية وعن فكرها وكتابها تذكرت مفهوم "الطبعة الثانية" التي عادة ماتكون منقحة ومُزيّدة إذ ربما يُصحح الكاتب فيها بعض افكاره أو يغير من بعض آرائه. لم أرى في الكلام سوى طبعة ثانية من الإسلام لكنها اكثر تهذيبا، منقحة ومُزيّدة. ولكنني اتساءل هل ستكون هذه هي اعتقادات البهائية بعد مائتي عام، او بعدما يزداد عدد مُتّبعيها ليصيروا كيانا ذو تأثير قوي بالعالم؟ هل سيظلوا يُحرّمون الجهاد حتى وإن تنامت مصالحهم؟ ألن يفكروا يوما بالهيمنة؟ ألن يقتلوا باسم الدين وربه؟ ألن يحجروا يوما على العقول؟ ألن يحتاج دينهم لمن يهذبه مُجدَدا في طبعات ثالثة ورابعة وخامسة جميعها منقحة ومُزيّدة؟
أقول هذا لأني أرى في الدين – أي دين - فكرة الدين بشكلها المجرد من التعاليم والشرائع. تلك الفكرة التي تريح عقل البشر من البحث في الماضي والمستقبل بوهم الإله. تلك الفكرة التي تفترض امتلاك الحقيقة المطلقة. تلك الفكرة التي قد تجرد البشر من الحواس والعقل بأن تجسد لحواسهم الخرافة وتزحزح معايير التفكير حتي يصير ما يتوهمه المرء مُسلّماً به كثوابت وحقائق.
أقول هذا لأني أري أننا لسنا بحاجة لدين جديد أو فلسفة جديدة، نحن لم نستفيد بعد من الإرث الفلسفي الذي خلفه السابقون. إن كل ما اعتقد أننا نحتاج إليه هو مجرد حرية العقل، أن نتركه يعمل حيث يشاء. نمنحه الفرصة ليمتحن كل شيء بعد تجريده من هالة القداسة
.

5 comments:

سمراء said...

القائمون على الاديان هم من شوهوا صورة الله الأكثر بهاء
الله موجود في في العقل المنطلق الحر
الله موجود في القلوب المنفتحة

سمراء

على باب الله said...

رحم الله من قال أن الدين لله و الوطن للجميع

سراج said...

العقيدة هي الفرق الوحيد بين الإنسان والحيوان..جرده من العقيدة وقارن بينهما.. ستجد أن هناك حيوانات أفضل وأحياناً تكون أشرف من الإنسان.. في الحيوانات تجد الوفي بينما وفي المقابل تجد أنسان خائن وجبان وعديم الغيرة بينما توجد حيوانات تستقتل في الدفاع عن شريكها..
اي ان الحق(الدين) لايقاس بأهله وإنما بالعكس.. أعرف الحق تعرف أهله..أن نقيس الدين على إنسان هو يقر بأنه ناقص.. هذا عين الظلم.. كنظرية أن الصحابة كلهم عدول.. وهناك صحابي قتل صحابي آخر وبالتأكيد يجب أن يكون أحدهما ضال.. لأنه ما أختلفت دعوتان إلا وكانت أحداهما ضلالة..مشكلتنا أننا جمدنا العقل.. الذي سنحاسب عليه غداً..طرح جميل لكنك تناولته من جانب واحد... أتمنى لكم دوام التوفيق

Anonymous said...

بكره الأديان
رجال الدين لازم يتحرقو

Anonymous said...

الموضوع مختلف عما اقرأه عادة فى المدونات
تؤمن البهائية باستمرارية الرسل اى ان الله ارسل وسيرسل رسلا الى مالانهاية وذلك من اجل هداية البشر واعطائهم المزيد من المعلومات عنه والمزيد من الطاقات الروحية التى سوف تساعدهم على الترقى الروحانى والمادي
كما تأتى الاديان تباعا تكمل بعضها البعض فهى تتفق جميعا فى الجوهر وهو الاخلاقيات الحميدة والدعوة الى التوحيد
لذلك يرى اى فرد ان الدين الحديث لم يأتي بجديد عما سبقه (كماذكرت حضرتك عن الطبعة الثانية المنقحة)
ومن ناحية اخرى
العصر متغير والتطور سريع تماما كالمراحل العمرية للانسان فمثلا تختلف الحياة كلية الآن عما كانت عليه فى القرن الاول الميلادى وبالتأكيد طفل اليوم قادر على الاستيعاب 100 مرة اكثر من رجل العصر الحجري، ونتيجة لهذا التغير المستمر لابد ان يتواجد تغير موازي فى التشريع والاحكام والانظمة الالهية لكى تناسب هذا التطور، وهذا هو الجانب المتغير فى الدين
حيث ينقسم اى دين الى جانبين جانب ثابت وهو جوهر الدين اى الاخلاقيات والعرفانيات مثل وحدانية الله والصدق وغيرها(ونرى هذا فى جميع الاديان وعلى هذا يظن البعض انه لا جديد فى الدين التالى له كما ذكرت حضرتك عن ان البهائية نسخة منقحة من الاسلام)،

وجانب متغير وهو يكون مناسبا لتطور الانسان والبشرية عموما من ناحية التطور الروحانى ومن ناحية التطور المادي (اى التكنولوجى وغيره) فنجد كل دين له تشريع خاص به يتوافق مع طبيعة الزمن الذى انزله الله فيه ومع طبيعة القوم المرسل لهم الدين فمثلا فى المسيحية الزواج بواحدة فقط ولا طلاق، تغير هذا فى الاسلام واصبح هناك 4زوجات وطلاق فهذا يكون متناسبا مع ظروف المكان والزمان المنزل فيه الدين

كما نجد كل دين يقدم المزيد من المعلومات عن الله وعن المواضيع العرفانية فمثلا لم يذكر الاسلام اى معلومات عن الروح(وقل الروح من علم ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا)_ معذرة لو اخطأت فى النص فهذا حسب ما اتذكره_ وذلك لعدم قدرة البشر فى ذلك الوقت على الاستيعاب ،وليس لعدم معرفة الرسول(ص) بكنه الروح. فجميع الرسل متساوون فى علمهم الالهي ولكن يظهرون منه ما يتناسب وطبيعة البشر والزمن

ثم تطورت مقدرة البشر نتيجة لاكتسابهم التعاليم والمعلومات التى جاء بها الاسلام واصبحوا مستعدين لتلقى معلومات جديدة مثل من يتخرج من المرحلة الاعدادية فيصبح قادرا على الدخول فى مرحلة ثانوي نتيجة لما اكتسبه فى المرحلة السابقة
وعلى ذلك جاءت الديانة البهائية لتقدم معلومات عن الروح وتكمل ما بدأته الاديان السابقة وفى نفس الوقت تؤكد على جوهر تعاليمهم السابقة

كما يأتى كل دين بانظمة تناسب تطور البشرية الذى حدث نتيجة ظهور الاديان السابقة فيقدم مبادئ وانظمة تؤدى الى العدالة والسعادة لجميع ابناء المجتمع
فمثلا تقدم الديانة البهائية مبادئ وحلول لما يعم العالم من مشكلات حالياوذلك لكى يستطيع البشر تشييد حضارة انسانية عادلة بهداية الهية

وعلى ذلك فالبهائية مثلها مثل الاديان الاخرى لها مدة محددة بعدها سيرسل الله دينا آخر لكي يجدد ويهدى البشر حينذاك

Post a Comment