Sunday, August 10, 2008

للموت نحيا

أنظر إلى المجتمع من حولي فأجد بشرا منهزمين وقد خسروا معركة الحياة تماما، وليس امامهم سوى معركة الموت. بشرهم مجرد حطام لا يبحث سوى الفردوس المفقود. لهؤلاء يقول فراس السواح في كتابه "مغامرة العقل الأولى":
منذ أن زالت المشاعة الأبتدائية، وفقد الفرد سلطته على وسائل انتاجه لصالح الآخرين، تحول العمل من متعة وتحقيق للذات، إلى عبودية واغتراب، ومن طقس جماعي مرضِ، إلى وحدة قاسية بلا هدف أو غاية إلا لقمة عيش يومية تدفع للاستمرار يوما آخر. ومع نضوج المجتمعات الأبوية التسلطية واحطام حلقاتها على الأفراد، صار الإنسان إلى حالة احباط دائمة هى شرطه الأساسي في حياة تبدو بلا معنى ولا تسعى إلى غاية، سوى موت يضع حدا لفصل مؤلم. ولكن المجتمع التسلطي استطاع أن يحرم الفرد من كل شئ إلا من رغبة في التعبير بادية أو كامنة و... حلم. تجلت رغبة التغيير في ثورات البشر عبر التاريخ في سبيل حياة أفضل وحرية أكثر. وتجلى الحلم، بديلا عن الفعل، في أدبيات البشر التي تصف عالما قادما، هو حرية كاملة ومساواة مطلقة وراحة من لعنة العمل المفروض على الإنسان. عالم لا مرض فيه ولا عناء ولا شيخوخة ولا موت. فكانت أساطير الجنة لدى كل شعوب العالم، تعبيرا سلبيا عن رغبة في التغيير لم تخرج إلى حيز الفعل، أو فعل تم احباطه فصار حلما ينتظر
.

5 comments:

السندباد said...

اهلين
صار لي زمان ما دخلت على مدونتك..بس اليوم عوضت اللي فات..اعجبني كثيرا البوست الخاص بالمدونة النظيفة وزعلانين ليه..المهم..
حبدأ من الاخير الحلم بتغيير الواقع بدا وهما و مع الوقت صار واقعا ملموسا تذكر فقط ثورات الشعوب كلها انطلقت من رؤيا واحدة تعتمد مقاربة العدل و المساواة ..لن نستطيع ابدا ان نعيش بمنئ عن الحلم لانه طبيعة فينا من خلاله يستطيع الضعيف ان يقنع نفسه بجدوى الحياة ممنيا نفسه بقرب الخلاص من واقع مُر فرض عليه العيش معه..
اساطير الجنة او الفردوس المفقود..كلمة استعملتها او بالاحرى استعرتها من كلامك..سؤالي كيف لنا ان نقول انها مفقودة ؟ لو كانت مفقودة فهذا يعني بالضروره انها كانت موجودة..لكن هل الوجود الحسي و المادي لشيئ ما كفيل باقرار مبدأ الوجود فعلا؟
بالتالي هل ان عدم مقدرتنا على اثبات وجود 'الفردوس المفقود' دليل قاطع على عدم وجوده؟
تحياتي

Anonymous said...

this is the most beautiful analysis to our society I have ever read. because even if that world exist, it is not useful at all to leave our current world to the next one. concerning equality and justice they are really beautiful human attributes which are damaged by some divine recommendations.
egyptiana

Anonymous said...

لف سؤال وسؤال
اذا كنت ست مش بنت يبقى اللى فتحك راجل يعنى دقتى
اللى لا مؤاخذه البتاع
وليه مكررتهاش ماكنش كويس طيب ماتشوفى بتاع كويس
وكمان سؤال فى السرير بتقولوا ايه لبعض عبارات وكلمات قبيحه طبعا مش معقول شعر
كلمات زى ايه
ياريت تنورينا لأن كل المعلومات دى ضروريه علشان نحكم صح
وبلاش
هروب فى كلمات انشائيه وتهويمات
انت وانت قالعه ومعاك التانيه قالعه بتقولوا ايه مش ممكن شعر




واذا كنت لسه بنت ...مقفوله يعنى لسه لماذا لا تجربى البتاع لا مؤاخذه يمكن يعجبك
والبتاع هذا لو مش عارفه هو جسم اسطوانى مثبت تخت بطن الرجل وفى مقدمته حليه تشبه القبعه وهو يتمدد...ايوه بالحراره وينكمش بالبروده...جرارة الرغبه طبعا ...فيتصلب ليسهل استخدامه فى الأيلاج...حلوه الأيلاج دى؟
بس كله كوم والشذوذ جنس بس
المثليه جنس بس ليس هو الساس
الفرق فى التغليف



لظن انا ماشتمتش انا بس واقعى ولا آكل من الشعر الذى يسعى لتجميل مالا يجمل
المثليه قلنا انها جنس بس الجنس مش هو الأساس
بينما الشذوذ
هو اساسا جنس
مهم طبعا التغليف امال الزبون يشترى الكلام ده ازاى
وياريت تجاوبى على السئله بروح رياضيه بدون تشنج ودروس فى التحضر والبدنجان

ش.ع
دبى

على باب الله said...

فهمت من كلامك أن الدين كان ثمرة المجتمعات الديكتاتورية المحبطة للأفراد فكانت النتيجة أنهم صنعوا حلمهم الخاص أو واقعهم الموازي الأجمل للهرب من الواقع و هو كلام سليم جداً

لكن المشكلة أن هذه النظرية لا تفسر كيف آمنت القبائل البدائية بالآلهة بمختلف أنواعها

في رأيي أن الخوف هو أحد أهم أسباب بحث الإنسان عن الله , الخوف من المجهول أو الخوف من الموت أو .. أو

Samir Saad said...

السندباد
لماذا فردوس ومفقود؟ الأمر اولا واخيرا روايات واساطير، في العادة ما تعمل الأسطورة على الإجابة على بعض تساؤلات البشر الهامة حتى وإن اعتمدت على عنصر الإيمان في اجوبتها.
البشر الذين يرون الحياة تزداد فسادا بمرور الزمن، بالشكل الذي يجعل كل جيل يتمنى العودة ليحيا في الماضي، لا لوم على المنطق الذي قد يؤدي بهم للأعتقاد في وجود حالة أولية قد تكون بدء الوجود حيث كانت الحياة تجود بالخير وكان البشر منسجمين مع الطبيعة. لا حرج على بشر يعتقد في مرور البشرية بتلك المرحلة الأولية التي قد يسمةنها الفردوس. وبعد ذلك تتفنن الأساطير لدى الشعوب لذكر الأسباب التي أدت الى خسارة الإنسان للفردوس، وبعد ذلك تأتي راوايات او اديان لتخبر البشر عن السبيل لإسترداد هذا الفردوس.
الفردوس مفقود لأن البشر يعتقدون بوجوده في ماضيهم، يحلمون باستردادة في مستقبلهم.
نورتني

Egyptiana
لما تقرأي لفراس السواح هتلاقي تحليلات اروع جدا. ارشح لك هذا الكاتب على ضمانتي الشخصية
نورتيني

على باب الله
في الأول خلينا نقول إن الإسطورة، بعض الأساطير، هي افراز للحاجة الإنسانية التي قد تنتج عن ضغط، قهر، اشتياق وحلم، او حتى رفض. كلمة اسطورة اكثر تحديدا في هذا الشان من كلمة الدين.
الحاجة التانية بخصوص الخوف، انا متفق معاك تماما في ما يختص بفكرة الخوف من المجهول وانها ممكن تكون اتطورت وتبلورت داخل عقل الإنسان الأول لحد ما بقت إله او دين.
تحياتي

ش.ع دبي
لو سمحت يا عزيزي ممكن ترتب كلامك وتخليك محدد، انا مفهمتش انت عايز تتكلم بجد ولا جاي هنا تهرج. ولا بتتكلم في ايه تحديدا؟
رتب فكرك واسأل بتحديد.
يمكن تنورني

Post a Comment